تعليم الكبار مسألة هامة!
لقد تجلَّت أهمية تعليم الكبار خلال جائحة كورونا. فقط إذا أُتيحَت لنا جميعًا، صغارًا وكبارًا، فرصة التعلُّم سيتسنى لنا تجاوز التحديات العالمية كوباء كورونا. وفقط إذا أُتيحَت لنا جميعًا الفرصة للتكيُّف مع التطورات الجديدة واكتساب المعارف اللازمة للتصدي سويًا للتحديات العالمية، سيتسنى لنا خلق مجتمعات أكثر عدلًا واستدامة. وإن سرعة وتيرة تطور العالم لا تسمح للتعلم بأن ينتهي بانتهاء التعليم الإلزامي أو التعليم العالي، بل تتطلب توافر فرصة التعلُّم مدى الحياة للجميع.
باعتباره عنصرًا محوريًا في التعليم مدى الحياة، يمتد مبدأ تعلُّم الكبار وتعليمهم (ALE) ليشمل كل أشكال التعليم والتعلُّم، وذلك لضمان مشاركة الكبار، ليس فقط في مجال العمل، بل في المجتمع ككل. فهو عنصر أساسي في السعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويلعب دورًا محوريًا في التصدي للتحديات الراهنة والمستقبلية، وكذلك في دعم التطوير الذاتي للأفراد والتماسك الاجتماعي.
مازلنا بعيدين عن توفير فرص تعلُّم للجميع. في ثلثي بلدان العالم أقل من
من البالغين 15 عامًا فأكثر يشاركون في برامج التعليم والتعلُّم.
الآن، وبعد أن بلغنا منتصف الطريق نحو تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بأهدافها الـ 17، بما في ذلك هدف 4 للتنمية المستدامة الذي يدعو تحديدًا إلى توفير فرص تعلُّم للكبار، بات واضحًا أنه يتعين علينا مضاعفة جهودنا!
نقل تعليم الكبار وتعليمهم على أجندة السياسات
إزاء توقُّعنا لمزيد من الاضطرابات الناجمة عن تغير المناخ والتحول الديمغرافي والتأثير المتزايد للتقنيات الرقمية على كل مناحي حياتنا، أصبح من الضروري وضع مبدأ تعلُّم الكبار وتعليمهم ضمن أولويات خطة السياسات باعتباره جزءًا لا يتجزأ من التعلُّم مدى الحياة. ويوفر المؤتمر الدولي السابع لتعليم لكبار البيئة المثالية لتحقيق هذا المسعى.
منذ تبني إطار عمل بيليم بمؤتمر كونفينتيا السادس في عام 2009، وفي أعقاب اعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في عام 2015، أبدت الدول الأعضاء اهتمامًا متزايدًا بالسعي وراء تحقيق نهج تعلُّم الكبار وتعليمهم، وهو ما تجلى من خلال ازدياد مشاركة البلدان في استطلاع التقرير العالمي بشأن تعلُّم الكبار وتعليمهم. وإن المجتمع الدولي لتعلُّم الكبار وتعليمهم، الذي يجتمع أعضاؤه في إطار دورات مؤتمر كونفينتيا كل 12 عامًا تقريبًا، قد اكتسب المزيد من التنوع، وأتاح، في الوقت نفسه، نهجًا أكثر توافقًا في نشر تعليم أكثر انصافًا وشمولية خارج أوساط التعليم الرسمية. وبناء على التقرير العالمي بشأن تعلُّم الكبار وتعليمهم، فإن التوصيات الرئيسية لإطار عمل بيليم (BFA) وتوصية اليونسكو لعام 2015 بشأن تعلُّم الكبار وتعليمهم (RALE) قد تجلتا على نحو واضح في السياسات التشريعية والتعليمية للدول الأعضاء، حيث أفادت 81 بالمئة من أصل 159 دولة أنه قد تم ترجمة إطار عمل بيليم وتوصية اليونسكو لعام ٢٠١٥ بشأن تعلُّم الكبار وتعليمهم، إلى قوانين وطنية.
استند معهد اليونسكو للتعلُّم مدى الحياة إلى إطار عمل بيليم وتوصية اليونسكو لعام 2015 بشأن تعلُّم الكبار وتعليمهم في توفير مساعدة تقنية موجَّهة للبلدان في وضع إستراتيجيات لتعلم الكبار وتعليمهم وتطبيقها على الصعيد الوطني. تجد أدناه مزيدًا من المعلومات حول كيفية قيام البلدان المختلفة بتطبيق استراتيجيات تعلُّم الكبار وتعليمهم.